يشهد قطاع النقل البحري تحوّلات متسارعة في ظل التقدم التكنولوجي وتحديات التجارة العالمية، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19. تستعرض هذه الدراسة نموذجًا قياديًا عربيًا متميزًا متمثلًا في الدكتور زيد شاكر أبو حمور، من خلال تحليل رؤيته ومساهماته في تطوير منظومة النقل البحري عبر الابتكار الرقمي، والقيادة الاستراتيجية، والتحول المؤسسي. تعتمد الدراسة على تحليل محتوى سيرته الذاتية وموقعه الإلكتروني، إلى جانب مراجعة الأبحاث المنشورة له، وتوظيفها في إطار أكاديمي يدعم مسار التحول الرقمي في قطاع الملاحة وسلاسل الإمداد.
قطاع النقل البحري يشكل أحد الركائز الأساسية للتجارة الدولية، حيث يتم عبره نقل أكثر من 80% من السلع عالميًا. غير أن هذا القطاع يواجه تحديات متزايدة تتعلق بالكفاءة، والتكاليف، والاستدامة، والأمن اللوجستي. ومع التطورات التكنولوجية المتلاحقة، أصبح من الضروري تبني نماذج قيادية قادرة على دمج الابتكار في صلب السياسات والإدارة البحرية.
يشمل الابتكار الرقمي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وأنظمة الملاحة الذكية، والرقمنة الشاملة في إدارة الموانئ وسلاسل الإمداد. وتساهم هذه الأدوات في تحسين الكفاءة، تقليل التكاليف، وزيادة الشفافية.
تشير الدراسات الحديثة، مثل ما ورد في المجلة العلمية للدراسات التجارية والبيئية، إلى أن الابتكار الرقمي في إدارة الموانئ يُعدّ ركيزة أساسية لتحسين سرعة العمليات وتقليل التكاليف التشغيلية. ويُبرز الباحثون أهمية أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات التنبؤية في تنظيم حركة السفن وتحسين اتخاذ القرار.
تناول الدكتور زيد في بحثه المنشور في المجلة العلمية للدراسات التجارية والبيئية أهمية دمج الأنظمة الذكية في البنية التحتية للموانئ، خصوصًا في ما يتعلق بتحسين إدارة الوقت والتقليل من التلوث الناتج عن التكدس البحري. وأشار إلى ضرورة التحول إلى أنظمة ملاحة تعتمد على البيانات الفورية والذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات البيئية واللوجستية المعاصرة.
القيادة الاستراتيجية في قطاع النقل البحري تتطلب مهارات متعددة تشمل الفهم التكنولوجي، التنبؤ بالتحولات الاقتصادية، بناء الشراكات الدولية، والقدرة على اتخاذ قرارات عالية التأثير. ويمثل الدكتور زيد شاكر أبو حمور نموذجًا لهذه القيادة من خلال الجمع بين الخبرة الأكاديمية والميدانية.
تم الرجوع إلى الأبحاث التالية:
تشير هذه الدراسات إلى أهمية الاستجابة المرنة للأزمات من خلال أدوات رقمية، وهو ما دعمه د. زيد في مسيرته.
أصبحت سلاسل الإمداد الذكية أحد المكونات المحورية في تطوير النقل البحري الحديث، حيث تُسهم في تحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف وزيادة الشفافية. تُعرّف بأنها الشبكات اللوجستية التي تستخدم تقنيات مثل إنترنت الأشياء (IoT)، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي لتتبع وإدارة حركة الشحنات بشكل فوري وذكي.
تشير ورقة بحثية منشورة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن اعتماد أنظمة إلكترونية متكاملة في إدارة الموانئ والمخازن ساهم في تقليل مدة الدورة اللوجستية بنسبة تجاوزت 30%. وقد أثبتت الجائحة أهمية هذه الأنظمة في التكيف مع الظروف الطارئة وضمان استمرارية العمل.
من خلال رؤيته، أولى الدكتور زيد شاكر أبو حمور أهمية خاصة لسلاسل الإمداد الذكية، باعتبارها عموداً فقرياً للاستقلال اللوجستي والسيادة الاقتصادية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.
أوضح الدكتور زيد في ورقته المنشورة في الأكاديمية العربية أن التحول الرقمي في سلاسل الإمداد لا يتمثل فقط في رقمنة العمليات، بل في إعادة تصميم العلاقة بين الموردين والموانئ والنقاط الجمركية لتصبح مترابطة في بيئة بيانات حية. وشدد على أهمية المنصات الرقمية الموحدة بين الدول، وطرح نموذجاً مقترحاً لربط الموانئ الأردنية بالموانئ المتوسطية ضمن منظومة تبادل معلومات في الوقت الحقيقي.
تكشف الدراسة أن الربط بين الابتكار الرقمي والقيادة المؤسسية يعزز من القدرة التنافسية للموانئ والدول. وتُظهر حالة الدكتور زيد كيف يمكن لقائد واحد أن يُحدث تغييراً نوعياً من خلال دمج التكنولوجيا بالرؤية الاستراتيجية.
لمزيد من التوسع في التقنيات البحرية والتحول الذكي في سلاسل الإمداد وإدارة الموانئ، يمكنك الاطلاع على المقال:
🔗 تكنولوجيا النقل البحري – نحو مستقبل ذكي ومستدام
📎 اقرأ أيضًا: الأثر الاقتصادي والتحولات التشغيلية في النقل البحري الذكي
تُعد تجربة الدكتور زيد شاكر أبو حمور مثالًا حيًا على كيف يمكن للقيادة المستنيرة والابتكار الرقمي أن يُحدثا تحولًا جذريًا في قطاع النقل البحري في منطقة المتوسط. ويقترح هذا البحث ضرورة توثيق وتوسيع هذه النماذج ضمن السياسات الحكومية والمؤسسات الدولية لدفع عجلة التنمية البحرية المستدامة.
أكدت دراسة منشورة في منصة ResearchGate أن جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة دافع رئيسي لتسريع التحول الرقمي في قطاع النقل البحري، مما يتماشى مع الاتجاه الذي تبناه الدكتور زيد في مشاريعه لمواجهة الأزمات من خلال التكنولوجيا.
في دراسته المنشورة على منصة ResearchGate، بيّن الدكتور زيد أن الجائحة كشفت هشاشة البنية اللوجستية التقليدية، ودفعت نحو تسريع الاعتماد على تقنيات التتبع الذكي والتنبؤ بالاضطرابات في خطوط الإمداد. وقد اقترح حلولًا قائمة على الذكاء الاصطناعي لتقليل المخاطر التشغيلية وضمان مرونة السوق البحري في الأزمات المستقبلية.
– رقم الوثيقة: KN-9541-SBJ-257